قبل أن أبدأ ما أريد الكتابة عنه أو الوصول إليه أود أن أستعيد بعض ذكرياتي عن البحر وحياة أهل البحر أيام السفن الشراعية عندما كانت تمخر عباب الماء وتخضع – في سيرها – لاتجاهات الرياح وهياج البحر وهدوئه وما كان يعانيه بحارة تلك السفن عندما كانوا يسافرون من مكان إلى آخر ويتعرضون لكثير من المخاطر والأهوال التي جعلتهم يشرعون لأنفسهم أحكاما خاصة بهم فيما كانوا يسمونه «العرف البحري» الذي يعالجون من خلاله قضاياهم وخلافاتهم التي تحدث بينهم .. ولن أشير هنا إلا إلى نموذج واحد من أحكام العرف البحري الذي تتكون محكمته – إن جاز التعبير – من أفراد من ربابنة السفن الذين لهم خبرة ودراية بالبحر وحياة البحر .. من ذلك مثلا: أنه إذا حدث لسفينة ما أنها تعرضت للرياح الشديدة وللأمواج العاتية أو «انجبرت» حسب لغة البحارة – أي انكسرت على شعب مرجاني – واقتضى الأمر أن يقذفوا بحمولتها أو بعض حمولتها في البحر للتخفيف من شحنتها ولإنقاذ الأرواح التي على متنها فإن أول ما يأمر به ربان السفينة بحارته أن يقذفوا بـ «الميفا» أي التنور الذي يعتمد عليه بحارة السفينة في تجهيز طعامهم وإنضاجه وإذا لم يتم ذلك ووصلوا إلى اليابسة فإن من حق أصحاب المال – الذين قذف بأموالهم في البحر – أن يحاكموا النوخذة ويلزموه – عن طريق العرف البحري – بأن يغرم بالمال الذي قذف به في البحر .. أما إذا ثبت أن أول ما قذف به – في البحر – هو الميفا فلا يلزمونه بشيء.
تذكرت ذلك الزمن وذلك العرف البحري عندما قرأت في بعض صحفنا المحلية – ومنها هذه الجريدة – بأن الدوريات البحرية التابعة لقيادة حرس الحدود في جازان قد أنقذت ثمانية أشخاص كانوا على متن أحد قوارب المسافرين – بين مدينة جازان وجزيرة فرسان – عندما أوشك على الغرق بسبب اشتداد رياح الشمال وعلو الأمواج التي أدت إلى أن يرتفع – هذا القارب وينخفض – وتحدث فيه – بسبب ذلك – فتحة في أسفله تسربت من خلالها مياه البحر إلى جوف ذلك القارب «الفالوكة» المصنوعة من «الفايبر» ولولا عناية الله ثم قرب مكان الحادث من ساحل جازان لحدث مكروه ولأسفرت الحالة عن ضحايا إن لم يكونوا كل المسافرين فبعضهم.
في ظني – بل في اعتقادي – أن الفتحة التي حدثت في الفالوكة كانت بسبب تقادم عمرها الزمني وعدم الاهتمام بها وصيانتها .. لذلك أعرض رأيي البسيط على من تهمه شؤون البحر – في جازان وفرسان – بأن يطبق على هذه القوارب نظام «الفحص الدوري» كما هو الحال بالنسبة للسيارات وحبذا لو جرى «التشييك» على الأبواب والنوافذ المتهالكة التي يجب أن تعمل بنظام «المفصلات» بدلا من وضعها الحالي الذي يجعل من الصعب فتح أي منها في حالة حدوث أي طارئ سيئ لا قدر الله.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإنني أتمنى على وزارة الزراعة أن تتكرم بلفتة كريمة لحالة ميناء الصيادين في جازان الذي مضت عليه عشرات السنين وهو يضع يده على أنفه اتقاء للروائح الكريهة الناتجة عن الزبالات المتناثرة في ساحته والوضع السيئ الذي يعيشه بسبب الإهمال. سؤالي – الذي قد لا يعجب البعض – هل ستقوم هذه الجهات ببعض ما يجب أن تقوم به أم نحن بحاجة إلى عرف بحري كما كانت أنظمة البحر في الأزمنة الأولى.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 101 مسـافة ثم الرسـالة
تذكرت ذلك الزمن وذلك العرف البحري عندما قرأت في بعض صحفنا المحلية – ومنها هذه الجريدة – بأن الدوريات البحرية التابعة لقيادة حرس الحدود في جازان قد أنقذت ثمانية أشخاص كانوا على متن أحد قوارب المسافرين – بين مدينة جازان وجزيرة فرسان – عندما أوشك على الغرق بسبب اشتداد رياح الشمال وعلو الأمواج التي أدت إلى أن يرتفع – هذا القارب وينخفض – وتحدث فيه – بسبب ذلك – فتحة في أسفله تسربت من خلالها مياه البحر إلى جوف ذلك القارب «الفالوكة» المصنوعة من «الفايبر» ولولا عناية الله ثم قرب مكان الحادث من ساحل جازان لحدث مكروه ولأسفرت الحالة عن ضحايا إن لم يكونوا كل المسافرين فبعضهم.
في ظني – بل في اعتقادي – أن الفتحة التي حدثت في الفالوكة كانت بسبب تقادم عمرها الزمني وعدم الاهتمام بها وصيانتها .. لذلك أعرض رأيي البسيط على من تهمه شؤون البحر – في جازان وفرسان – بأن يطبق على هذه القوارب نظام «الفحص الدوري» كما هو الحال بالنسبة للسيارات وحبذا لو جرى «التشييك» على الأبواب والنوافذ المتهالكة التي يجب أن تعمل بنظام «المفصلات» بدلا من وضعها الحالي الذي يجعل من الصعب فتح أي منها في حالة حدوث أي طارئ سيئ لا قدر الله.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإنني أتمنى على وزارة الزراعة أن تتكرم بلفتة كريمة لحالة ميناء الصيادين في جازان الذي مضت عليه عشرات السنين وهو يضع يده على أنفه اتقاء للروائح الكريهة الناتجة عن الزبالات المتناثرة في ساحته والوضع السيئ الذي يعيشه بسبب الإهمال. سؤالي – الذي قد لا يعجب البعض – هل ستقوم هذه الجهات ببعض ما يجب أن تقوم به أم نحن بحاجة إلى عرف بحري كما كانت أنظمة البحر في الأزمنة الأولى.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 101 مسـافة ثم الرسـالة